فلسفة ليلى الحمراء

ايناس ابو سويد زبيدات

كلنا نعرف قصة ليلى الحمراء ،كبرنا على القصة من وجهة نظر الراوي لكن لم نسمع القصة من طرف ليلى ولا من طرف الجدة ولا حتى من الذئب ?

حابين تسمعوا القصة الحقيقية ؟ 

سنبدأ من طرف الذئب لكي لا نظلمه !! يدعي أنه طيب القلب مميز بين الذئاب  لا يأكل اللحوم وقرر ان يكون نباتيا , كانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها اسمها ليلى , كانت تخرج كل يوم الى الغابة لتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان الذئب النباتي يقتات عليها وكان يعمل ليلا ونهارا لحماية الطبيعة – ويقول أنه حاول مرارا وتكرارا أن يمنع ليلى عن قطع الحشائش وجلب الأضرار للطبيعة الا انها تمسكت باعمالها واستمرت ليلى في قلع الحشائش وقطف الازهار بهمجية وبربرية وكب النفايات في الغابة , فقرر الذئب ان يزور جدة ليلى في بيتها ويشكو لها افعال حفيدتها .

طرق الباب بوقار وهدوء وانتظر طويلا حتى فتحت له الا انه بعد القاء السلام اطلقت الجدة وابلا من الشتائم وهجمت على الذئب بعصا طويلة  دون ان يتعرض لها المسكين!

  وخلال محاولته الدفاع عن نفسه سقطت الجدة الشريرة على الارض وجرّاء الاصطدام ماتت الجدة وكما تعلمون فالشر ينقلب على أهله.

تأثر الذئب بالحادثة واخذ يفكر بليلى ويبحث عنها كي يؤنس وحدتها ويدعوها للحياة معه وكبادرة لحسن نواياه ارتدى ملابس الجدة ونام في سريرها ليمنح ليلى حنانه الا أنه عندما عادت ليلى الشريرة الى المنزل لاحظت الفرق ولاحظت التغيير على جدتها فخرجت مسرعة من المنزل وأخذت تصرخ بأن الذئب أكل جدتها ونشرت الاشاعة في كل الغابة حتى وصل الصياد .

وما زالت ليلى تقول نفس الحكاية الكاذبة الى يومنا هذا وللاسف ثمة من يصدقها ويكيل الاتهامات الباطلة للذئب المسكين .

هذه  ملخص الحكاية التي يرويها الذئب، رغم أن هدفه كان حماية امن الغابة والمحافظة على البيئة .

بعض من حيوانات الغابة تعاطفت مع الذئب وأعلنت جائزة للقبض على ليلى التي باتت ملاحقة لنشرها الاشاعات المغرضة واقلاق راحة سكان الغابة ومحاولاتها الثار لجدتها من الذئب المسكين واحفاده , الذين اعادوا حرث الارض وزراعتها بالزهور والحشائش بعد ان مارست ليلى ارهابها عليها .

المجلس الحكيم اراد حياكة الحكاية من جديد فدعى ليلى للمحكمة لفتح الملف.

 تقول ليلى :- كل ذنبي أنني أحببت العالم وظننت أن الخير في نفس كل مخلوق حتى لو كان حيوان ، فتعلمت من جدتي الرأفة والحنية وأن الحب يجلب حب والحرب تجلب حرب ولم أرد الحرب يوما كل ما في الأمر أنني صدقت حسن نوايا الذئب عندما نصحني بقطف الازهار لجدتي التي أحب لتتحسن حالتها ، لم أدري أنه يحيك خطط للتهجم علي وعلى جدتي لأشباع شهواته وأنتم أدرى بالحكاية !! 

اما الجدة تقول( خليها بالقلب تجرح ولا تطلع لبرا وتفضح) ، أصل الحكاية كرامة وأمور أكبر بكثير من ما يود أن يوصله الراوي وأبطال القصة .

وعندما سئل الصياد قال أنا سأروي ما شاهدت،  ما حصل قبل ذلك ليس ألا توقعات، وتوقعاتي سأبقيها لي لأن( الباب الي بيجي منه الريح سده واستريح) لذلك سأبقى خارج الموضوع خوفا من غضب الحيوانات وبالآخر (توقع فوق راسي )!!

الحكاية ليست خيالية ولعالم الأطفال بل هي رواية حقيقية حدثت في غابتنا السعيدة وستحدث كل سنة وكل يوم , والمجلس الحكيم يعلن أحيانا تصديقه لرواية الذئب والتصفيق له وفي بعض الأحيان سيشفق على ليلى لأنها هي من سمحت أستغلال الذئب لها وفي الحقيقة ستبقى الحكاية حكاية لا يعيشها الا ابطالها الأشرار والأخيار !!

المزيد من القصص