في الآونة الأخيرة يتألم عامر كثيرا من رجله,أخذته والدته الى الطبيب للكشف عن سبب الألم ،أراد عامر أن يعرف لماذا يعاني من رجله لكي يبدأ بالعلاج .
عامر يريد أن يرجع كما كان نشيطا بدون ألم, ويريد الصعود الى سطح البنايات العالية ويحقق حلمه بأن يصبح مهندسا كبيرا في المستقبل.
في اليوم الأول من أفتتاح السنة الدراسية جلس عامر وحيدا على المقعد ينظر الى أصدقائه وهم يركضون ويلعبون، فرأته معلمته رغدة, جلست بجانبه وسألته :- “لماذا لا تلعب مع أصدقائك يا عامر ؟
فشاركها عامر عن حيرة الأطباء بسبب ألألم الذي يشعر به وأنه يريد أن يعرف نوع المرض بأسرع وقت ليبدأ بعلاجه وقال لها :- أنا لا أخاف المرض لأنني شجاع وعندي قدرة على تحمل كل الأعراض .
إبتسمت المعلمة رغدة وقالت له ذكرتني بقصة البطل الخارق الذي تغلب على الأمراض هل تريد أن تسمعها ؟
تحمس عامر لسماع القصة
فأمسكت المعلمة يد عامر وقالت :-
في مدينة الزفالك تعيشُ في الهواء… مخلوقاتٌ صغيرةٌ وشفّافةٌ كالماء.. لصِغَرِ حَجْمِها
لا نستطيعُ رؤيتَها…. وبمساعدةِ المايكريسكوب نراقبُها.
وفي كل سنةٍ تُقام الحفلة في وسطِ البلدة حيث يُزَيّنونَ الشوارعَ
بالأضواءِ المُلوّنة.
ومنْ كل مرضٍ يخرجُ و كيلٌ ليتحدّثَ عنْ أعراضِهِ بالتفصيل.
ابتدأ الحفلُ بالرّقصِ والتّصفيق، ومنْ ثمّ بدأ التعليق .
خرجت كل الأمراض للعرض والحديث عما يفعله المرض .
حتى تقدّمت سيدة بخطواتٍ فيها دلع ، وعن نفسها عَرّفَتْ على أنها السيدة صرع ، صاح الجميعُ بهلع …. صرع
نحنُ لا نعْرِفُكِ .. أين فيك الوجع ؟ أنتِ تبدين طبيعية وكأيّ سيدة عاديّة
أكملت السيدة صرع حديثها بشجاعة تامّة ” أتواجدُ بداخلِ أجسام العديد من الأشخاص
وأكونُ نائمة ,لا أزعجهم حين أنام ، لكن عندما أستيقظُ ” يا حرام ” فأنا لا أقصدُ إزعاجَهُم ، إلا أنه ضغط كهربائي لأجسادِهم يهاجم- فيتصرفُ الجسمُ تصرفاتٍ عديدةً ويُقاوِم” .
ابتسمَ الجميعُ وصاحوا بخجل ، أنت مثلنا أنت مثلنا ـ أجل
فرحتْ السيدة صرع على تقبّلهِم لها بهذه الصورة
وطلبتْ مساعدتَهم بأمرٍ في غايةِ الضرورة.
حيث أن لديها صديق أسمه سرطان يتغلغل بالجسم على مر الزمان بدون أن يشعر فيه الأنسان!
ينادوه بالمرض الخبيث بدون ذكر أسمه الحقيقي أو أعطاء للمرض فرصة فيشنوا عليه حرب قاتلة .
لقد حاول السيد سرطان أن ينضم للحفل في السنة الماضية ألا أنه لم يتقبله أحد منكم.
نظرت ألأمراض الواحدة للأخرى وسمحوا له أن ينضم لهم وأن يشرح عن أعراضه وأعطاء تقرير والأجابة عن كل سؤال .
صعد السيد سرطان وقال:
أنا لست كالسيدة صرع, فأنا أتطور بسرعة كبيرة ويبدو على ملامحي المرض .
” رغم أنني أتطور بسرعة أكبر عند الصغار ،إلا أن نسبة تجاوبهم مع العلاج تفوق نسبتها لدى الكبار” .
أستهزئوا الأمراض به وسأل السيد وجع راس:- الأطفال أيضا يتغلبون عليك ؟ وهل أنت تنتقل من واحد لآخر؟
فأجاب السيد سرطان ” أنا لستُ بمرض معدٍ ,أنا كأي مرض آخر ، له أعراض وظواهر لكنهم يعالجوني بعلاج لئيم فيتحول المريض من مسكين الى بطل وخاصة الأولادُ الذين أعيشُ معهم فهم شجعان أقوياء وأذكياءُ .
لكن كيف يعالجوك البشر ؟ تسائلت التهاب المصارين بحذر
– يعالجونني بدواءٍ مخدّر ، يجعلني أتقلص وهو مؤثر .
أكمل السرطان الحديث وقال: أنه يصيب المريض فجأة وبدون سابق إنذار فيختار أحد أعضاء الجسم ويبدأ بتخطيط المسار لمحاربة الخلايا السليمة فيه.
تعجبت التهاب المصارين وقالت : أنت مرض قوي جدا, الذي يتغلب عليك أكيد هو بطل خارق .
تأثر السرطان وقال وهو يجهش بالبكاء :
لم يكتفي الاطباء بالعلاج الكيميائي فهم يحاربونني من كل الجهات ويستعملون الأشعة أحيانا وأحيانا ليتغلبوا علي نهائيا يحاربونني بالجراحة.
واو أنت تتحدث على حرب داخل الجسم !
كيف يتقبل الانسان العلاج ألهذه الدرجة هو قوي ؟
تعجبت السيدة أزمة
فأزداد بكاء السرطان وقال : رغم الألم والمعاناة من العلاج يصبح للمريض معنى للحياة ويتحول الى سبايدر مان له قوة خارقة يتحداني بقوة وأصرار ويكمل المشوار ولا يستسلم أبدا !
أحيانا يتألم ويبكي فأقول تغلبت عليه فيرد علي بأعلى صوت أنا أقوى منك سأحاربك لآخر رمق .
أحيانا يشعر بالنعاس والدوار فأقول تغلبت عليه فيأكل أكل صحي ويأخذ الفيتامينات يقوي جسمه ومناعته ويتحداني من جديد ,فيتقبل العلاج رغم صعوبته كالبطل الخارق.
نظر عامر الى معلمته رغدة وصاح أنا سأكون البطل الخارق وسأحارب المرض مهما كان .